علاج التهاب العصب السمعي

الجهاز العصبي هو الجهاز المسؤول عن ترجمة كافة المؤثرات التي تتعرض لها أعضاء الحس إلى إشارات مفهومة، فالصوت مثلًا من الناحية الفيزيائية هو مجرد موجات تنتقل من خلال وسيط، ولا تتحول هذه الموجات إلى الأصوات التي نسمعها إلا بفعل العصب المتصل بالمخ المسؤول عن ترجمة الذبذبات الصوتية إلى أصوات متنوعة ومفهومة، وإذا اختلت وظيفة هذا العصب لأي سبب كان؛ فإن عملية ترجمة الذبذبات إلى أصوات لن تسير على النحو المطلوب، وسيظل الصوت مجرد اهتزازات غير محسوسة لا معنى لها، وفي هذا المقال سنتحدث بشيء من الإجمال والاختصار عن التهاب العصب السمعي، والعوامل المسببة لحدوثه، والأعراض المصاحبة له، وطرق علاجه، ليتمكن المريض من التعامل معه بطريقة صحيحة عند الإصابة به.

ما هي أسباب التهاب العصب السمعي؟
ترجع التهابات العصب السمعي إلى عدوى بكتيرية أو فيروسية في الأذن أو في مناطق أخرى من تجاويف الرأس تنتقل بعد ذلك للأذن، لذلك يحدث التهاب العصب السمعي في أحيان كثيرة تابعًا لالتهاب بكتيري أو فيروسي آخر في الأنف أو الحنجرة، مثل الالتهابات الناتجة عن الأنفلونزا مثلًا.
وقد يتأثر العصب السمعي أيضًا مع تراكم أي إفرازات أو رواسب ناتجة عن التهابات تجاويف أخرى بالرأس، أو عند وجود أي تليفات أو تورمات تؤدي إلى وجود ضغط عليه.

ما هي أعراض التهاب العصب السمعي؟
عند التهاب العصب السمعي، تبدأ الأعراض التالية (جميعها أو بعضها) في الظهور على المريض:
فقد التوازن: وذلك لأن العصب السمعي هو عصب مزدوج، حيث يتجاور العصب المسؤول عن السمع مع العصب المسؤول عن حفظ توازن الجسم، وبالتالي عند التهاب العصب السمعي تتأثر وظيفة التوازن مع وظيفة السمع.
الصمم المؤقت مع عدم وجود أي انسدادات في تجويف الأذن: عند التهاب العصب السمعي تتعطل وظيفة ترجمة الذبذبات إلى أصوات، ويؤدي هذا إلى الشعور بحالة من الصمم المؤقت، على الرغم من عدم وجود أي انسداد في الأذن.
أعراض أخرى: مثل الشعور بوجود طنين في الأذن، أو الشعور الدائم بالدوار أو الصداع المستمر أو الشعور بالغثيان والرغبة في القيء.

كيف يتم علاج التهاب العصب السمعي ؟
يتم علاج التهاب العصب السمعي بعد تحديد العامل المسبب له، بتناول الأدوية والعقاقير والأمصال المناسبة التي يوصي بها الطبيب، لمحاربة البكتيريا أو الفيروسات المسببة للمشكلة والقضاء عليها، ليعود العصب إلى كفاءته الوظيفية، وفي بعض الحالات المتطورة؛ قد يتطلب العلاج تدخلًا جراحيًا عند تسبب الالتهاب في أضرار مستديمة تجب إزالتها.